كثيرة هي المواقع والاماكن السياحية في منطقة الجبل، ومثلها المواقع التاريخية والاثرية التي شكلت ولا تزال محطات مهمة في حياة المواطنين والناس من اصقاع مختلفة من الارض، ومنها (فندق صوفر الكبير).
فعندما يتحدث التاريخ في بعض محطاته وخاصة الشريط الممتد بين بيروت وخط الشام عن مواقع بارزة فان فندق صوفر الكبير يكون حاضراً بقوة معايشته للتاريخ واحداثه، وهو واحد من الامكنة والمواقع التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من الحركات السياسية اللبنانية وغير اللبنانية...
إذا ما تطلع المرء الى الخراب الذي يطاول هذا الفندق اليوم المهدّد بالانهيار، يستغرب كيف ان اهتمام وزارة السياحة ومديرية الآثار، لم يرقَ الى مستوى الحفاظ على أهم معلم سياحي فندقي وتراثي في لبنان. فهذا المرفق الخاص، أضحى (ملكية عامة) لأنه يمثل جزءاً حميماً من ذاكرة صوفر والمنطقة.
فعندما يتحدث التاريخ في بعض محطاته وخاصة الشريط الممتد بين بيروت وخط الشام عن مواقع بارزة فان فندق صوفر الكبير يكون حاضراً بقوة معايشته للتاريخ واحداثه، وهو واحد من الامكنة والمواقع التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من الحركات السياسية اللبنانية وغير اللبنانية...
إذا ما تطلع المرء الى الخراب الذي يطاول هذا الفندق اليوم المهدّد بالانهيار، يستغرب كيف ان اهتمام وزارة السياحة ومديرية الآثار، لم يرقَ الى مستوى الحفاظ على أهم معلم سياحي فندقي وتراثي في لبنان. فهذا المرفق الخاص، أضحى (ملكية عامة) لأنه يمثل جزءاً حميماً من ذاكرة صوفر والمنطقة.
فهو يتصدر شارعها الرئيسي بوقار لا تجاريه الأبنية الحديثة، مهما بلغ ارتفاعها أو اتسعت مساحتها، والبناء الماثل حتى الآن، لا يمكن أن تبتدعه يد فنان أو بنّاء او حتى فريق عمل هندسي، لأن ثمة زخارف ومنمنمات في البناء الذي شيد في نهاية القرن الثامن عشر، ما عاد أحد يتقن عملها، فضلاً عن ان الأسقف الصامدة والتي تجمع بين الحديد والخشب وحجارة القرميد والـ(طوب) الحمراء، انتهت منذ أمد بعيد كتقنيات، بعد أن طغى الإسمنت على معالم البناء، منذ منتصف القرن الماضي.
ثمة محطات تاريخية مهمة ما تزال محفورة في الذاكرة، وماثلة في وجدان أبناء صوفر والجوار، لا سيما انها أصبحت محطات، تمثل بعضاً من ألق غابر.
ويعتبر الفندق حالياً، واحداً من ابرز المعالم التاريخية والعمرانية والسياحية ليس في بلدة صوفر وحسب، وإنما على امتداد مناطق قضاء عاليه، ورغم ما يمثل هذا الفندق من أهمية استثنائية، جمالياً ومعنوياً، فانه لم يلقّ الى الآن اهتماماً يوازي أهميته الوطنية، وثمة أطر فاضحة، لجهة تعاطي المسؤولين مع هذا الأثر العمراني النادر، في جماله وضخامة بنائه، وما يحمل من قيمة فنية، تستحضر فن النحت والبناء التي كانت قائمة، قبل نحو مائة سنة، وهو يشكل مزيجاً من حضارات متعددة في مجال البناء، تتوزع بين البناء الشرقي والأوروبي في مزيج يجعل منه تحفة فنية، وأثراًَ سياحياً من المفترض ان تتبناه وزارة السياحة، ضمن الأبنية التاريخية، كمعلم أثري وسياحي.
انهيار محتمل
ورغم ما يمثل الفندق من أهمية على المستوى الوطني العام، فإن أحداً لم يتحرك بعد، لإنقاذه ورفع المخاطر المحدقة به، فهو معرض للانهيار تبعاً لمعطيات واضحة، ولا تحتاج الى دراسات وخرائط بيانية، وإن كان ثمة مهندسون يعلنون ان مخاطر حقيقية تتهدد الفندق، لا سيما اذا ما تم الوقوف على واجهاته الخلفية، حيث تتبدد الصورة الجميلة لواجهته، التي تتصدر سوق صوفر العتيق، لتظهر مكانها، صورة مختلفة لبناء متفلت وبلا سقوف، وجدران على وشك ان تتهاوى، اذ ليس ثمة ما يربطها، بعد انهيارات طاولت الطبقة الاخيرة من الفندق، وعلى الرغم من المخاطر المحدقة، لم يرقَ اهتمام المسؤولين الى أكثر من اعتباره، كمجرد فندق عادي في سياق، مشروع تأهيل واجهات الأبنية في قرى وبلدات العودة، من عاليه الى بحمدون فصوفر، وأقصى ما خصص له هو مبلغ خمسة ملايين ليرة عن كل غرفة، بحيث ان المبلغ الذي خصص له، لا يكفي لتنظيف الزخارف والمنمنمات على واجهته الاساسية، والأمر يستدعي رعاية استثنائية، لمعلم وطني يستأهل ان يكون مصنفاً كأثر تاريخي عريق.
دعم ومساعدة
في اطار الإطلال على الفندق، أشار مصدر معني الى ان (فندق صوفر الكبير) هو ملكية خاصة لآل سرسق وتملكه حالياً الليدي ايفون سرسق كوكرن، وقد خصت الدولة الفندق عبر وزارة المهجرين سابقاً وبتوجيهات من النائب وليد جنبلاط وصندوق المهجرين، بمساعدة كالتي حصلت عليها الفنادق في سياق مشروع العودة في القرى المعنية، وهي عبارة عن خمسة ملايين ليرة عن كل غرفة، وكانت حصة (فندق صوفر الكبير) حوالى 350 ألف دولار، وهو مبلغ متواضع قياساً لما تتطلبه عملية الترميم.
وقال ان السيدة سرسق تملك ايضا قصر (دونا ماريا) وهو كذلك من أهم المعالم السياحية والتراثية في صوفر، لكن لم تشمله المساعدات المقررة للفنادق في قرى العودة، رغم مساعٍ بذلت في هذا المجال. واكد المصدر ان البلدية السابقة وقّعت على معاملات رخصة بناء فندق من خمس نجوم، في الجهة المقابلة لفندق صوفر الكبير، للشيخ ناصر الخرافي الذي هو مواطن شرف في صوفر، وأصبح أحد أبنائها. ورأى ان (هذا المشروع يؤكد الطابع السياحي المهم لصوفر، الأمر الذي يدفعنا لمناشدة الجهات المسؤولة في الدولة، من أجل المساعدة في ترميم فندق صوفر الكبير، وغيره العشرات من الفنادق والأبنية الأثرية المهمة في البلدة).
رئيس البلدية
رئيس بلدية صوفر رامز شيّا أكد ان الفندق يخص آل سرسق وتملكه اليوم السيدة ايفون سرسق كوكرن ولا ادري اذا كان من مالك آخر له، وفي الاساس كان للمرحوم ابراهيم سرسق، وقد بُني هذا الفندق في العام 1888 تقريباً. وقد جرى بناء الفندق في صوفر، لكون البلدة كانت ولا تزال مميزة بمناخها، ومركزها الذي يشكل همزة الوصل بين بيروت والشام عبر الطريق الدولية. كما كانت في البلدة شركة (ليجانس) للخيل قبل القطار الذي كان يأتي من بيروت ويصل الى الجهة الثانية.
واضاف ان آل سرسق احبوا صوفر وبعض الاغنياء في بيروت، ورغبوا بمنطقة تشرف على وادي حمانا، وهي من أجمل الاودية في مكان يعلو عن سطح البحر نحو 1250 متراً، وفي الوقت الذي لم يكن فيه كازينو في لبنان كما هو حالياً في المعاملتين، كان فندق صوفر كازينو لبنان، وقد عزز الفندق وجود عائلات عربية ولبنانية عديدة كانت تجتمع في صوفر وكذلك المثقفون لا سيما في ظل النشاطات الثقافية التي كانت تُعقد وكذلك اللقاءات السياسية الدورية وبشكل سنوي ولا سيما في فصل الصيف.
والفندق كان يخلق ازدهاراً كبيراً خاصة وان العابرين في القطار بين لبنان وسوريا كانوا يرتاحون في الفندق عدا النشاطات.
وعن سبب الاهمال الذي لحق به، اعتبر شيا ان الحروب التي حصلت في لبنان منذ العام 1958 اجرت فرزاً مذهبياً وطائفياً وهذا ما نتأسّف عليه، كما ان بعض العائلات غادرت صوفر. ولو ان البعض لا يزال موجوداً انما كان للحرب الأثر الكبير على ذلك.
واضاف: ما يجعلنا نتفاءل ان صوفر هي كالمارد الذي ينفض الغبار عنه خاصة بوجود كم هائل من البناء للعديد من العائلات الخليجية واللبنانية. وهناك (همة) كبيرة لناحية هذا الفندق لجهة بيعه او ترميمه عبر المحافظة على طابعه القديم، وهذا ما اعتقد تريده السيدة ايفون سرسق، وهناك مساع لاصحاب الايدي البيضاء الذين يحبون صوفر من المتمولين العرب واللبنانيين وان شاء الله في وقت قريب تبرز نتيجة المساعي هذه من اجل الصالح العام للبلدة وللمستثمرين فيها. وكما قلت سابقاً اكرر اليوم انه من يضع في هذه البلدة اموالاً ستكون له استثمارات مهمة لاننا نجهد من اجل اقامة صوفر الحديثة وعودة الازدهار اليها.
وكشف شيّا عن اتصالات تجرى على هذا الصعيد من البلدية وأصحاب الفندق، كما ان زيارة قامت بها ايفون سرسق الى البلدية مع وكيلها بهذا الخصوص، وان شاء الله خير... ونحن كبلدية لا نستطيع ان نفعل شيئاً الا ان المظهر الخارجي للفندق ربما نساعد فيه لكون الامر يتعلق باملاك خاصة. ودورنا تشجيعي اكثر منه مادي. ولا أدري ما اذا كانت مديرية الآثار او وزارة السياحة او غيرها سيكون لها دور من اجل انجاز المهمة، ونحن نناشد المعنيين لأخذ دورهم في هذا المجال. وارى انه جريمة كبرى ان يبقى الفندق على هذا النحو.
وختم شيّا نحن نضع ايدينا بأيدي كل من يستطيع ان يعمل من اجل خلق الاستثمارات اللازمة في صوفر، وعودة الفندق الى حيويته وازدهاره.
منقول عن http://www.baladiyat.org/modules.php?name=News&file=article&sid=199